موضوع: لعله خير قصة قصيرة بها عبره الأربعاء نوفمبر 21, 2007 2:32 pm
اسمحوا لي اخواني في منتدى القصة أن اشترك معكم و أعرض عليكم هذه القصة القصيرة، لقد سمعتها غير انني اصيغها باسلوبي.................
يحكى انه في عصر من العصور القديمة كان هناك ملك صالح، يتخذ دوما بطانة صالحة ليعينوه على تقوى الله و كان يوصي رعيته بذلك، و كان اذا اصاب مملكته مكروه كان يقول
لعله خير ....... لعله خير
اي انه كان يعلم ان ما اصابه ابتلاء من عند الله و اذا كان فيه وجه من شر ففيه وجوه من خير
و لكنه انسان و كونه انسان معرض للخطأ أو النسيان
فذات يوم أصاب يده مرض و أتى بالحكماء و الاطباء ليعالجوه فاجمعوا انه لا علاج الا ببتر أصبعه حتى لا ينتشر المرض لباقي بدنه، فما كان منه الا ان وافق..............
و بعد قطع اصبعه اصبح حزينا كئيبا ينظر على يديه و يتذكر أصبعه المبتور
فدخل عليه وزيره و الذي كان لا يفارقه قط و قال له
- لا تحزن يا مولاي ..... لعله خير
فصرخ الملك في وجهه قائلاً
- ماذا تقول؟ و أي خير في قطع أصبعي؟ قل لي من أين يأتي الخير؟
فنادى الملك على حراسه و قال لهم
- أدخلوا هذا الوزير السجن!!!
فما كان من الوزير الا ان قال له
- لا بأس لعله خير
فتعجب الملك غير انه لم يعقب و لسان حاله يقول أي خير في سجنه؟!
و مرت الايام و ذهب الملك في رحلة صيد في الصحراء
و عندما اصاب سهمه الهدف اتجه ناحيته ليأخذه
فأخذته قدماه الى مكان بعيد جدا
فاذا به يقع في يد قبيلة و ثنية يعبدون الاصنام فاقتادوه و تعاهدوا أن يقدموه قربانا لألهتهم لأنه قد أصابهم الجدب
فقاموا بتجهيزه و هو يصرخ و يقول أنا فلان أنا الملك اتركوني اتركوني و لكن عبثا يفعل لقد عزموا ان يذبحوه قربانا لألهتهم المزعومة
و أقعدوه على سرير اسفل هذا الصنم استعدادا لذبحه و حضر كاهنهم ليتلو بعض تعاويذه قبل الذبح و عندما تفحصه نظر اليهم و قال لهم و هو يصرخ
- ما هذا أتقدمون قربانا لألهتنا معيبة انه فاقد لأصبع و الألهة لن ترضى به بل ربما يحل علينا غضبها، ثم تابع قائلا القوه حيث وجدتموه
و بهذا كتب الله له النجاه و عثر عليه حرسه و خدامه و عاد الى قصره
فلم يكد ان وصل حتى نادى باحضار وزيره من السجن و قص عليه ما حدث له ثم قال له
- أي وجه للخير في قطع اصبعي
قال الوزير
- يا مولاي لولا اصبعك المبتور لقدموك قربانا لألهتهم فلما وجدوك فاقد اصبع تركوك و بهذا بقيت حيا
فقال له الملك
- و لماذا قلت لعله خير عندما أمرت بسجنك
فقال الوزير
- يا مولاي تعرف انني الازمك و لا أفارقك فلو كنت معك و قد وجدوا اصبعك مقطوع ربما أخذوني مكانك و ذبحوني قربانا لالهتهم المزعومة و لكن جعل الله سجني سببا في نجاتي فبهذا نجينا نحن الاثنين